سورة الأنعام - تفسير تفسير ابن الجوزي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


فأما التفسير، فقال كعب: فاتحة الكهف فاتحة الأنعام وخاتمتها خاتمة هود؛ وإنما ذكر السموات والأرض، لأنهما من أعظم المخلوقات.
والمراد بالجَعل: الخلق. وقيل: إنَّ {جَعَلَ} ههنا: صلة؛ والمعنى: والظلمات. وفي المراد بالظلمات والنور ثلاثة أقوال: أحدها: الكفر والإيمان، قاله الحسن. والثاني: الليل والنهار، قاله السدي. والثالث: جميع الظلمات والأنوار.
قال قتادة: خلق الله السمواتِ قبل الأرض، والظلماتِ قبل النور، والجنةَ قبل النار.
قوله تعالى: {ثم الذين كفروا} يعني: المشركين بعد هذا البيان {بربهم يعدلون}، أي: يجعلون له عَدِيلاً، فيعبدون الحجارة المواتَ، مع إِقرارهم بأنه الخالق لِما وُصِف. يقال: عدلت هذا بهذا: إِذا ساويته به. قال أبو عبيدة: هو مقدَّم ومؤخَّر، تقديره: يعدلون بربهم. وقال النَّضْر بن شُميل: الباء: بمعنى عن.


قوله تعالى: {هو الذي خلقكم من طين} يعني: آدم، وذلك أنه لما شك المشركون في البعث، وقالوا: من يحيي هذه العظام؟ أعلمهم أنه خلقهم من طين، فهو قادر على إِعادة خلقهم.
قوله تعالى: {ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده} فيه ستة اقوال.
أحدها: أن الأجل الأول: أجل الحياة إلى الموت، والثاني: أجل الموت إلى البعث، روي عن ابن عباس، والحسن، وابن المسيب، وقتادة، والضحاك، ومقاتل.
والثاني: أن الأجل الأول: النوم الذي تُقْبَضُ فيه الروح، ثم ترجع في حال اليقظة؛ والأجل المسمى عنده أجل: موت الإِنسان. رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: أن الأجل الأول: أجل الآخرة متى يأتي، والأجل الثاني: أجل الدنيا، قاله مجاهد في رواية.
والرابع: أن الأول: خلق الأشياء في ستة أيام، والثاني: ما كان بعد ذلك إلى يوم القيامة، قاله عطاء الخراساني.
والخامس: أن الأول: قضاه حين أخذ الميثاق على خلقه، والثاني: الحياة في الدنيا، قاله ابن زيد، كأنه يشير إِلى أجل الذرية حين أحياهم وخاطبهم.
والسادس: أن الأول: أجل من قد مات من قبل، والثاني: أجل من يموت بعد، ذكره الماوردي.
قوله تعالى: {ثم أنتم} أي بعد هذا البيان {تمترون} وفيه قولان:
أحدهما: تشكّون، قاله قتادة، والسدي. وفيما شكوا فيه قولان أحدهما: الوحدانية، والثاني: البعث.
والثاني: يختلفون: مأخوذ من المراء، ذكره الماوردي.


قوله تعالى: {وهو الله في السماوات وفي الأرض} فيه أربعة اقوال.
أحدها: هو المعبود في السماوات وفي الأرض، قاله ابن الأنباري.
والثاني: وهو المنفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض، قاله الزجاج.
والثالث: وهو الله في السماوات ويعلم سركم وجهركم في الأرض، قاله ابن جرير.
والرابع: أنه مقدَّم ومؤخَّر: والمعنى: وهو الله يعلم سركم وجهركم في السماوات والأرض، ذكره بعض المفسرين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8